كانت بداية Google في شكل مشروع بحثي، ولا يزال البحث يحتل القلب من ثقافتنا. إلا أننا نتبع في أبحاثنا منهجًا يختلف عن أماكن أخرى كثيرة. وحتى نلقي مزيدًا من الضوء على المنهج البحثي الفريد الذي تتبعه Google، نشر كل من بيتر نورفينج (مدير الأبحاث) و سلاف بتروف (كبير باحثين) وكاتب هذه السطور مؤخرًا ورقة بحثية بعنوان "منهج Google المختلط في البحث" في عدد تموز (يوليو) من مجلة Communications of the ACM.
وقد تناولنا في هذه الورقة البحثية المنهج المتبع لدينا في البحث، والذي يدمج بين البحث والتطوير لتحسين التأثير الواقع على المستخدمين وزيادة سرعة ما نحرزه من تقدم. ويتيح لنا النموذج الذي نتبعه أن نعمل في إطار لم يسبق له مثيل وأن نجري أبحاثًا على شيء ملموس وفي أنظمة حقيقية يستخدمها الملايين، بدلاً من استخدام نماذج تجريبية صناعية. ولم يسفر هذا فقط عن نتائج بحثية وتقنيات جديدة مبتكرة، بل ولَّد لدى شركتنا كذلك قدرات جديدة ذات أهمية كبيرة؛ ولك أن تتصور مشروعات مثل MapReduce و البحث الصوتي، أو مشروعات مفتوحة المصدر مثل Android و Chrome.
ويعد العنصر الثاني من عناصر النموذج المتكامل الذي نتبعه أننا نقسم المشروعات البحثية بعيدة المدى إلى أجزاء قصيرة المدى وقابلة للقياس. وهذا لا يعني أن النموذج المتبع لدينا يستبعد الأهداف بعيدة المدى، بل يعني أننا نحاول تحقيق هذه الأهداف على مراحل. ولنأخذ مثلاً مشروع الترجمة من Google وهو مشروع يستغرق عدة سنوات ويتميز بالحاجة إلى البحث وإلى أنظمة معقدة، إلا أننا حققنا عددًا كبيرًا من الأهداف الصغيرة في هذا المسار؛ مثل إضافة لغات بمرور الوقت - حيث وصل إجمالي عدد اللغات إلى 64 لغة، علاوة على تطوير ميزات مثل وظائف الترجمة من خطوتين، وتمكين المستخدمين من إدخال تصحيحات، وتقييم الهيكل البنائي في النظام.
وبشكل عام، يرجع ما حققناه من نجاح في مجالات الأنظمة، والتعرف على الكلام، وترجمة اللغات، والتعليم الآلي، ولوغاريتمات السوق، والرؤية الحاسوبية، والعديد من المجالات الأخرى إلى منهجنا المختلط في البحث. وعلى الرغم من المخاطر المرتبطة بالدمج المتقارب بين الأنشطة البحثية وأنشطة التطوير — أي المخاوف من تأخر البحث نتيجة لمسايرة المشروعات قصيرة المدى — تمكنا من تخفيف وطأة هذه المخاطر بالتركيز على المستخدم والبيانات التجريبية، مع الاحتفاظ بهيكل تنظيمي مرن، بالإضافة إلى التفاعل مع المجتمع الأكاديمي. كما أن لدينا مجموعة من المقاييس الزمنية، بالإضافة إلى بعض الباحثين الذين يعملون إلى جانب المهندسين لتسريع المراجعة على المنتجات الحالية، وغيرهم من الذين يعملون على المشروعات الاستشرافية التي من المنتظر أن تعود بالنفع على الناس في المستقبل.
ونحن نأمل أن تساعد الورقة البحثية "منهج Google المختلط في البحث" في توضيح منهجنا. كما نستشعر أنها ستضفي توضيحًا وشفافية على هذا المنهج، وربما تكون حقيقة بالدراسة لدى الشركات والمعامل الأكاديمية الأخرى المهتمة بمجال التقنيات والتي تستخدم نظامًا مختلفًا في البحث.
للتعرف على مزيد من المعلومات حول ما نقوم به والاطلاع على تطبيقاتنا لنموذج البحث المختلط في الوقت الفعلي، أضف صفحة البحث في Google إلى دوائرك على +Google.