تتمثل مهمة Google في تنظيم المعلومات حول العالم وتسهيل الوصول إليها والإفادة منها عالميًا، وضمن هذه الرسالة تأتي جهودنا في دعم اللغة العربية، حيث نوفر خدماتنا وبرامجنا معرّبة وبلغة سليمة وطبيعية تحترم المستخدم العربي وثقافته. هذه الجهود ليست محدودة في توفير واجهة مستخدم باللغة العربية لبرنامج ما، ولكن أيضًا تتضمن توفير الخدمات والبرامج والحلول كمنصات للمستخدم العربي لإنشاء وتطوير محتوى خاص به. هذا المحتوى، والذي يشتمل على المرئي والمقروء والمسموع وغيره، يصب في خلق بيئة معرفية يستفيد منها كل المستخدمين.
إن عملية التعريب في Google هي نتيجة جهود العشرات من المترجمين واللغويين والمدققين والمهندسين للخروج بمنتجات تلبي حاجة المستخدم العربي وتوفر له الحلول الكثيرة، كخدمة البريد الإلكتروني Gmail مرورًا بمشروع +Google للتواصل الاجتماعي إلى منصة YouTube للفيديو وغير ذلك من الخدمات كالخرائط والإعلانات ومنصة أندرويد للهواتف. هذه الحلول، بالإضافة إلى استخدامها باللغة الأم، توفر أيضًا منصة للإبداع ولإنشاء محتوى عربي أصلي. وخير دليل على فائدة التعريب هو ما نراه في YouTube حيث أن عدد مقاطع الفيديو التي تم تحميلها من المستخدمين العرب تضاعف بعد إطلاق النسخ العربية من YouTube العام الماضي، وأصبحت منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا تحتل اليوم المرتبة الثانية على مستوى العالم من حيث عدد مشاهدات الفيديو اليومية، بمتوسط قدره 167 مليون مشاهدة يومياً.
لا شيء يعلو فوق إنشاء وإبتكار المحتوى العربي الأصلي بكافة أنواعه: مواقع الإنترنت، المدونات، معارض الصورالفوتوغرافية، مقاطع الفيديو، الخرائط المخصصة، تطبيقات الهواتف، وحتى المشاركات والنشر في شبكات التواصل الاجتماعي، وغير ذلك. إن النقص أو الضعف الموجود في المحتوى العربي على الإنترنت (الإحصاءات تتراوح بين 2 و 3%) يعتبر فرصة ذهبية للمستخدمين للمبادرة في إنشاء محتوى لسد هذه الفجوة والمساهمة في بناء نظام معرفي يخدم لغتنا وثقافتنا ليتناسب مع عدد الناطقين باللغة العربية والمستفيدين منها، وهو ما يقارب النصف مليار شخص. ففي المرة القادمة تريدون نشر إبداعاتكم، بدلاً من "دفنها" في منتدى مغلق لا يستفيد منها سوى أعضاء ذلك المنتدى، بإمكانكم إنشاء مدونة أو موقع يستفيد منه العالم بأسره.
عندما لا يتوفر محتوى جيد باللغة العربية لموضوع ما، فإن خدمات الترجمة من Google توفر لكم الأدوات لإنشاء محتوى متوفر بلغات أخرى. إن استخدام "أدوات المترجم" http://translate.google.com/toolkit/ تساعد على ترجمة وتعديل النصوص ومواقع الإنترنت وحتى مقاطع الفيديو ونشرها بالإضافة إلى المساهمة في تحسين دقة الترجمة الآلية والتي تعتمد على المحتوى العربي وجودته. هناك العديد من المبادرات في العالم العربي والتي تهدف إلى نقل المعلومات من لغات أخرى إلى العربية والمجال مفتوح للجميع للمساهمة في هذه الجهود وأقلها ترجمة مقالات ويكيبيديا مثلاً. هناك أيضًا مؤسسات، مثل "مترجمون بلا حدود" تفتح المجال للمتطوعين في المساهمة في ترجمة المعلومات إلى العربية من أجل الإنسانية وتحسين حياة المجتمعات التي تعاني من نقص المعلومات، كمعلومات الوقاية من الأمراض مثلاً.
إن مسؤولية الارتقاء بالمحتوى العربي تقع على عاتق الجميع: أفراد ومؤسسات. ونحن في شركة Google نسعى جاهدين لدعم الجميع وبناء شراكات مع الجامعات والمؤسسات الأهلية والحكومية في العالم العربي ونوفر خدماتنا وأدواتنا ومواردنا لما فيه الخير لمستخدمينا ولتعزيز المحتوى العربي والارتقاء بجودته.
نشرها فائق عويس، مدير قسم اللغة العربية والتعريب
الدكتور فائق عويس، مدير قسم اللغة العربية والتعريب
يشغل فائق عويس منصب مدير قسم اللغة العربية والتعريب في شركة Google ويعمل على دعم وتطوير الإصدارات العربية والمحلية لمنتجات وخدمات Google. وعمل على تعريب Gmail وYouTube ومؤخرًا عمل على مشروع شبكة التواصل الاجتماعي +Google حيث صدرت النسخة العربية بالتزامن مع اللغة الإنجليزية. ومنذ انتقاله إلى مكتب Google في دبي العام الماضي، شارك فائق في العديد من المؤتمرات على مستوى العالم العربي لدعم استخدام اللغة العربية في التكنولوجيا والارتقاء بالمحتوى العربي، وهو أيضًا عضو في المجلس الدولي للغة العربية. قبل انضمامه إلى Google، عمل فائق مستشارًا في مجال التعريب للعديد من شركات الإنترنت الكبرى في منطقة سيليكون فالي في كاليفورنيا. يحمل فائق شهادة الدكتوراه في الدراسات العربية والإسلامية وعمل أستاذًا للغة والثقافة العربية في جامعة سانتا كلارا بكاليفورنيا.