مع اقتراب نهاية العام الحالي، فقد اعتقدنا أنه الوقت المناسب لإعطائكم بعض التحديثات عن المنح التي تقدمها شركة Google, لمجالات التعليم والتكنولوجيا بما يصب في الصالح الاجتماعي ويقضي على أشكال الرق المعاصر.
تبلغ قيمة هذه المخصصات مبلغ 40 مليون دولار كمنح سيتم تقديمها لمجموعة من المؤسسات غير الربحية العاملة في هذه المجالات في أنحاء العالم، بما في ذلك منطقة الشرق الأوسط وشمال إفريقيا مثل جمعية شركات تكنولوجيا المعلومات الفلسطينية )PITA) وVittana، وهي مؤسسة مقرها الولايات المتحدة وتقدم المنح التعليمية للطلاب الوافدين من الأردن.
التمكين من خلال التكنولوجيا
لقد أذهلني ما رأيته من روح تنظيم المشروعات والتفكير الخلاق من جانب الجهات المستفيدة التي يبلغ عددها 15 جهة ضمن هذه الفئة، حيث تستخدم هذه الجهات الوسائط الاجتماعية والبرمجة مفتوحة المصدر وغير ذلك من أنظمة التكنولوجيا الأساسية للربط بين المجتمعات وتحسين مستوى الوصول إلى المعلومات وحل المشكلات الصعبة.
على سبيل المثال، منحت PITA مئة ألف دولار لمساعدتها على تحديد وتلبية الطلب على المهنيين المؤهلين تكنولوجيا المعلومات والاتصالات اللازمة لجعل قطاع تكنولوجيا المعلومات والاتصالات في فلسطين أكثر قدرة على المنافسة إقليميا ودوليا. وسوف تساعد هذه المنحة PITA بناء برامج صممت لتزويد الطلاب والخريجين الجدد مع مزيد من الأيدي على الخبرة في القطاع الخاص ، وتنفيذ البرامج التقنية والتدريب على المهارات خارج نطاق البرامج الأكاديمية ، ومشاريع التخرج مع الشركات، والتدريب العملي في الشركات المحلية والدولية.
وفي مثال اخر، تساعد مؤسسة Vittana الجهات المقرضة على تقديم القروض للطلاب المستحقين في البلاد النامية والتي تتمتع بمعدل سداد يصل إلى 99 بالمائة ويمكن أن تصل بالقدرة الربحية للمستفيد إلى الضعف أو ثلاثة أضعاف. كما تقدم مؤسسة Code for America المواهب العاملة في مجال الويب إلى القطاع العام، مما يعمل على تنمية مشاريع قابلة للتطور ترفع من مستوى الشفافية وتشجع على المشاركة المدنية. وكذلك تعمل مؤسسة Switchboard مع شركات الجوال المحلية لمساعدة العاملين بمجال الرعاية الصحية في إفريقيا على إنشاء الشبكات والتواصل بشكل مجاني.
مجال العلوم والتقنيات والهندسة والرياضيات وتعليم الفتيات
باعتبارنا شركة هندسية، فإننا نعلم بداهة أن البرامج القوية التي يتم تنفيذها في مجالات العلوم والتقنيات والهندسة والرياضيات (STEM) يمكنها فتح آفاق جديدة واسعة أمام الشباب من الجنسين. ولذلك قررنا تمويل ما يصل إلى 16 برنامجًا من برامج STEM ذات الفاعلية القوية، بما في ذلك Citizen Schools وGenerating Genius في المملكة المتحدة، وهما مؤسستان تعملان على إثراء التجارب التعليمية لدى شباب المناطق المحرومة. وبوجه عام، ستوفر المنح التي نقدمها برامج STEM التعليمية المدعومة لما يزيد عن 3 ملايين طالب.
بالإضافة إلى برامج STEM، فإننا نقدم الدعم للبرامج التي تركز على تعليم الفتيات في الدول النامية. وإليكم هذه الحقيقة البسيطة والمؤثرة في الوقت ذاته: إذا تم توفير التعليم للفتاة، فلن يؤدي ذلك إلى تحسين فرص النجاح مدى الحياة لها فحسب، بل سيشمل ذلك أسرتها والمجتمع بأسره. ففي الأكاديمية الإفريقية لإعداد القادة (African Leadership Academy) ، يتم تثقيف جيل جديد من القادة الأفارقة من خلال المنح الدراسية للمتميزين من الفتيات الواعدات في أنحاء القارة، كما يقدم المعهد الأفغاني للتعليم (Afghan Institute of Learning) فصول محو الأمية للنساء والفتيات في المجتمعات الريفية الأفغانية. وستستخدم هذه المجموعات وما يماثلها المنح التي نقدمها لتعليم ما يزيد على 10,000 فتاة في الدول النامية.
مكافحة الرق والاتجار بالبشر
تعد صناعة الرق من الأنشطة التي تدر بلايين الدولارات ويؤثر في ما يزيد على 27 مليون شخص؛ ونحن نريد إلقاء الضوء على هذه المشكلة الملحة والمساهمة من أجل التصدي لها. ولتحقيق هذه الغاية، فإننا نعمل على تمويل عدد من المجموعات التي تتعاون لمعالجة تلك المشكلة من جميع جوانبها. فمثلاً، تشكل كل من مؤسسات International Justice Mission (IJM) وThe BBC World Service Trust و Action Aid و Aide et Actionتحالفًا جديدًا يعمل بشكل مباشر مع الحكومات المحلية للحد من السخرة في العمل وذلك من خلال تحديد مالكي العبيد، وتوثيق حالات الإساءة، وتحرير الأفراد والعائلات وتزويدهم بفرص إعادة التأهيل والتدريب على الوظائف.
جاءت هذه المبادرات كمجرد جزء من جهودنا الإنسانية التي نقدمها بشكل سنوي. وعلى مدار العام، قدمت شركة Google أكثر من 115 مليون دولار في شكل مساعدات للعديد من المؤسسات غير الربحية والمعاهد الأكاديمية حول العالم؛ فقد بلغ دعمنا العيني (برامج مثل Google Grants وGoogle Apps for Education، والتي تقدم منتجات وخدمات مجانية للمؤسسات المؤهلة) والذي بلغ مجموعه ما يزيد على بليون دولار، كما ساهم الحدث السنوي الذي نقيمه على مستوى الشركة باسم GoogleServe والبرامج ذات الصلة في تمكين بعض موظفي Google من التبرع بأكثر من 40,000 ساعة من وقتهم التطوعي.
مع اقتراب نهاية عام 2011، أود التعبير عن إعجابي بالجهات المستفيدة هذا العام وأتطلع إلى مشاهدة ما سيحدثه عملهم من تغيير في العالم في عام 2012.
بواسطة شونا براون، النائب الأول لرئيس مؤسسة Google.org