خلال السنوات الماضية، استخدمنا تقنية "التجول ثلاثي الأبعاد" لعرض صور واقعية ثلاثية الأبعاد من مجموعة متنوعة من المواقع المذهلة من جميع أنحاء العالم. فبدون الحاجة إلى عناء السفر، كنا قادرين على زيارة أماكن مثل ستون هنج، وحديقة قصر فرساي، وحتى جزيرة نصف القمر (مع طيور البطريق!) في القارة القطبية الجنوبية. بدءا من اليوم، يمكنكم أن تزوروا وتتجولوا في المتحف الوطني العراقي في بغداد من داخل خرائط Google أو من معرض "التجوّل ثلاثي الأبعاد" أو على موقع الإنترنت الخاص بالمتحف.
بدأ المشروع في شهر تشرين الأول (أكتوبر) 2009 عندما أتيحت الفرصة لفريق "التجوّل ثلاثي الأبعاد" لزيارة بغداد للتعاون مع المتحف. في ذلك الوقت، كان المتحف الوطني العراقي قد استرجع كمية كبيرة من القطع الأثرية التي نُهبت أثناء الغزو الأمريكي للعراق في عام 2003. تُعتبر المجموعة ثروة هائلة من القطع الأثرية التي يعود تاريخ بعضها إلى أقدم التجمعات البشرية، والتي تطورت في جميع أنحاء العراق. وبسبب الصراعات السياسية التي يعاني منها العراق، فغالبًا ما يكون تمثيل تاريخ وتراث هذه المنطقة تمثيلا ناقصًا، أو لا يمكن الوصول إلى جزء كبير منه. ولهذا السبب، نعتبر أن هذا المشروع فرصة مهمة لعرض المتحف الوطني العراقي في معرض التجوّل ثلاثي الأبعاد في خرائط Google.
كانت هذه أول محاولة لالتقاط مجموعة صور داخلية في المتحف، وواجهتنا مجموعة من التحديات اللوجستية والتقنية. في حين أنه كان لدينا عربة التصوير التي استخدمناها عند زيارة بعض المعالم الثقافية، لكن التقاط صور بانورامية داخلية كانت فكرة غير مجربة من قبل. كنا قد أكملنا مؤخراً نموذجًا أوليًا لعربة تصوير داخلية -- والتي عدّلناها واستخدمناها في وقت لاحق في مشروع Google الفني، لكننا كنا غير متأكدين من أن أداء هذه العربة سيكون كما تصورنا في الموقع.
لأسباب أمنية، لم نتمكن من قضاء أكثر من 4 ساعات متتالية في المتحف في كل زيارة. هذا يعني أن وقتنا هناك كان مجهدًا. لقد قضينا معظم الوقت في الزيارة الأولى في تجميع واختبار عربة تصوير التجوّل ثلاثي الأبعاد، وتركيب بطاريات السيارات التي حصلنا عليها في بغداد على عجل، وتركيب الهوائيات لاختبار تحديد الموقع الجغرافي، والاتصال بهاتف يعمل بالاقمار الصناعية مرات عديدة بمقرنا في كاليفورنيا لتصحيح بعض الأخطاء. في حين كان البعض منا يعمل على تركيب عربة التصوير، كان آخرون يصورون كل ما هو ممكن في المتحف، مع محاولة عدم الانشغال في التحف الأثرية التي يعود تاريخها إلى أكثر من 6000 سنة.
وبعد أن بدأت عربة تصوير التجوّل ثلاثي الأبعاد الداخلي بالعمل، قضينا زيارتنا الثانية في جمع الصور من قاعات المعرض الرئيسية في المتحف. كما استخدمنا أيضا أدوات تصوير عالية الدقة مكنتنا من التقاط صور بـ 360 درجة لبعض التحف الفنية النادرة، حيث توجد مجموعة مختارة منها يمكنكم مشاهدتها على صفحة الآثار من موقع المتحف. التقطنا صورًا لتمثال يمثل اللآلهة الأم (آلهة الخصوبة والأمومة) والذي يعود تاريخه إلى ما قبل التاريخ المسجل، وألواح مسمارية تجسد واحدة من أقدم أشكال الكتابة في تاريخ البشرية، وهناك أمثلة عديدة رائعة من الفخار القديم من منطقة الشرق الأوسط.
على الرغم من أننا قضينا أسبوعًا واحدًا في بغداد، لكننا عدنا بعشرات الآلاف من الصور الثابتة. لقد قضينا شهورًا في معالجة الصور -- واشتمل ذلك على تركيب الصور في صور بانورامية غامرة كالتي تشاهدونها عند استخدام ميزة التجوّل ثلاثي الأبعاد في خرائط Google -- والعمل عن كثب مع المتحف الوطني العراقي لدمج الصور في موقعهم الإلكتروني الجديد. وأخيرًا، يسعدنا إطلاق هذا المشروع معا، مما يتيح للمستخدمين في أي مكان في العالم تقريبا لزيارة معارض وقاعات المتحف ومعرفة المزيد عن التراث العراقي من خلال هذه المجموعة.
بالنسبة لأولئك الذين يفكرون في زيارة المتحف شخصيًا، نأمل بأن تكون هذه الصور فرصة مناسبة لاستكشاف المتحف حتى إعادة فتحه في وقت لاحق هذا العام. يمكنكم الآن زيارة المتحف الوطني العراقي من خلال ميزة التجوّل ثلاثي الأبعاد في خرائط Google، أو من خلال معرض التجوّل ثلاثي الأبعاد، أو من خلال القيام بجولة افتراضية على موقع المتحف الإلكتروني.