تختص الأراضي الفلسطينية بسمة تجعلها تعتمد اعتمادًا كليًا على الويب يفوق اعتماد معظم مناطق العالم عليه. فالمناطق التي يشكل الصراع أحد عناصر الحياة اليومية بها ويحول النزاع على الأرض دون استمتاعها بما لدى معظمنا من حرية جغرافية، لا يجد سكانها منبرًا يعتلونه سوى المنابر من فصيلة YouTube والتي تمكنهم من نشر أفكارهم حول العالم كما تسمح لهم بنقل أخبارهم التي لا تنقلها الوسائل الإعلامية الأخرى.
منذ بضعة أسابيع، قضيت أسبوعًا مع بعض زملائي العاملين في Google بغزة والضفة الغربية. ويأتي هذا في سياق الجهود التي نبذلها لتعزيز شراكات YouTube فيما يتعلق بالمحتوى الإخباري. وهناك التقيت مؤسسات إخبارية ومدونين ومسؤولين محليين وشخصيات شابة، كانوا جميعًا يتطلعون لسرد أخبارهم على الفيديو. ويقدر عدد مقاطع الفيديو التي تم تحميلها الشهر الماضي على YouTube من الأراضي الفلسطينية بما يربو على 16000 مقطع، رغم ضعف إمكانية الوصول إلى شبكات 3G والنطاقات الترددية الواسعة على الإنترنت. كما يصنَّف 5000 مقطع فيديو أو يزيد كمحتوى إخباري وسياسي من بين مقاطع الفيديو التي تم تحميلها من الأراضي الفلسطينية هذا العام والبالغ عددها إجمالاً 75000 مقطع:
Sleepless in Gaza (غزة لا تنام) وهو أحد البرامج الإبداعية الخاصة بتليفزيون الواقع على YouTube، ويبلغ عدد حلقاته 90 حلقة (!) كما يتناول قصة نسوة ست يوثقن تجاربهن عبر رحلة إلى الأراضي الفلسطينية. وقد حقق هذا البرنامج نسبة متابعة مرتفعة على YouTube أهلته للعرض كمسلسل تلفزيوني في الولايات المتحدة.
- وكالة معًا الإخبارية, أكبر موقع إخباري فلسطيني على الإنترنت والذي بدأ تحميل تقارير فيديو على YouTube لمشاركتها حول العالم.
- كما حققت مقاطع الفيديو التي تغطي مظاهرات 15 مارس (الداعية إلى وحدة الخصمين السياسيين في فلسطين؛ حماس وفتح) نسبة مشاهدة مرتفعة على YouTube عند اندلاع الصراع بين المتظاهرين وحركة حماس.
- كما تمتلك وكالة الأمم المتحدة لإغاثة وتشغيل اللاجئين (الأونروا) قناة على YouTube لنقل أخبار سكان غزة الذين يعملون مع الوكالة في المدارس وغيرها من المشروعات.
- هيئة المواطن العالمي, وهي جماعة من شباب المدونين يعملون تحت إدارة مؤسسة كوادر الرحمة، وهي منظمة دولية غير حكومية، تسعى لتقديم خدمات مجتمعية وتدريب إعلامي. وتمتلك هذه الجماعة قناة قوية على YouTube تحتوي على مقاطع فيديو من إعداد الشباب تسرد قصة غزة من وجهة نظرهم.
قررت هيئة الإذاعة والتليفزيون الفلسطينية، والتي كانت ذات يوم وسيلة إعلامية تابعة لحركة فتح التي يتزعمها الرئيس عباس، مؤخرًا تشكيل مجلس إدارة مستقل وإنتاج محتوى لا يخضع لتأثير الحكومة، كنموذج لما يحتمل أن يكون فيما بعد "دائرة البث الإذاعي العام" (PBS).
مقابلة مع المدونين في رام الله
مقابلة مع المدونين في غزة
كان ذلك في غزة والتي سلكت فيها الحريات الإعلامية مسلكًا رائعًا. وذلك حيث نقل لنا الصحفيون تعرضهم للسجن بسبب مقالاتهم التي تنتقد حركة حماس، بالإضافة إلى اقتحام مكتب إحدى المؤسسات الإخبارية وسرقة أجهزة الكمبيوتر الموجودة بداخله ردًا على ما نشره من انتقادات للحكومة. وقد جذب انتباه الحكومة تزايد عدد الأعضاء المنتمين لهيئة المواطن العالمي حيث بلغ عددهم 1200 عضو، وهو ما دعا المنظمين لحل الهيئة مؤقتًا بهدف حماية الأعضاء.
إلا أن سكان الأراضي الفلسطينية لم يستسلموا لذلك وراحوا ينقلون قصة المنطقة دون تقيد بقوالب نمطية. ولا تستطيع الصور التي تتناقلها وسائل الإعلام الغربية عن مكان مشحون بالنزاع والدمار نقل ما سرده لنا هؤلاء السكان من حقائق حول الأراضي الفلسطينية. علاوة على ذلك، صمم بعض أصحاب المبادرات الحرة من الفلسطينيين موقع ويب للسياحة، وهو موقع جديد يلقي الضوء على أفضل ما يمكن رؤيته في المنطقة.
ذكرنا ذلك آنفًا، إلا أنها الحقيقة: لن يأتي التغيير في الشرق الأوسط إلا على يد الشباب. وذلك حيث تبلغ نسبة سكان غزة الذين لا تتجاوز أعمارهم 30 عامًا 70% من إجمالي السكان. كما يبلغ عدد السكان الذين لا تتجاوز أعمارهم 14 عامًا في إسرائيل نسبة 30% من إجمالي السكان. وحكى لنا العديد من المدونين عن علاقتهم مع شباب إسرائيليين على الإنترنت، معربين عن أملهم في أن يمكّنهم YouTube وغيره من المنابر من التواصل وتجاوز المعارك السياسية الطاحنة بين قادتهم والشروع في محادثات من شأنها خلق فرص جديدة للسلام.
Link to English post on YouTube offical blog
بواسطة ستيف جروف، مسئول قسم الأخبار والسياسة